البقيع هي كنز من النور و مدفن الحبّ ، حيث يتمّ دفن النجوم حول أضواء أئمة البقيع:.
في البقيع ، بالإضافة إلى الأئمة الأربعة المعصومين ، استرخى أيضًا شخصيات بارزة و قيّمة فيه.
تربة البقيع هي التربة التي قال فيها رسول الله9: 70 ألف شخص من البقيع، وجوههم مثل القمر ليلة الرابع عشـر ، سيجتمعون و يدخلون الجنّة دون حساب.
إسماعيل هو الابن الأكبر للإمام الصادق7 ، و كانت والدته فاطمة ، ابنة الحسين بن علي زين العابدين بن الحسين8. و هو الذي يعتبره الخلفاء الفاطميون و الأئمة الإسماعيليون سلفهم و خليفة الإمام الصادق7.
الإيمان بإمامته هو بداية فصل الفرع الإسماعيلي عن الشيعة الإمامية. ينسب أتباع المذهب الإسماعيلي الشيعي لقبهم إليه. و بحسب المصادر فإنّ الإمام صادق7 يحبّه كثيراً.
توفي إسماعيل في قرية تُسمی بالعُرَیض بالقرب من المدينة المنورة ، و رُفعَ تابوته على أكتاف الناس ، بينما كان التشییع في مقبرة البقيع ، حيث كان الإمام الصادق7 يمشي أمامهم في حالة العزاء.
بحسب الروايات ، في الساعات التي تَلَت وفاة إسماعيل و قبل دفنه ، شهد الإمام الصادق7 نحو 30 من زملائه المقربين يشهدون وفاة ابنه.
و في عهد الفاطميين الذين هم من أهمّ مروجي هذه الطائفة (الإسماعيلية)، تمّ بناء مقبرة كبيرة على قبر إسماعيل. و البُهرة تنتمون إلى طائفة الإسماعيلية. و الإسماعيلية طائفة تنتسب إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق7 و تعتبر الإمامة في نسله. فمن ثمَّ هي لا تعترف بالإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق7. فالإمام بعد الإمام الصادق7 عند الشيعة الإمامية هو الإمام موسی بن جعفر7 و هذا هو جوهر الخلاف بين الإسماعيلية و الإمامية.[1]
و كان مرقد إسماعيل محاطًا بجدران بدون أبواب و نوافذ ، و خارج المقبرة على بعد 15 مترًا من السور الغربي للبقيع ، و أمام قبور الأئمة:. نصف المنطقة كانت في الشارع ، و نصفها على الرصيف ، حيث كانت تتمّ زيارةالحُجّاج من الرصيف.
و كان القبر ، بحسب ما كتبه المطري ، ضريحًا كبيرًا إلى الغرب من قبّة عباس عمّ النبي9 و الأئمة الأربعة:.
و في القرن السابع ، قال ابن جبیر الرحالة (المتوفی 614هـ) في قبة أئمة البقیع: : «و هي قبّة مرتفعة في الهواء علی مقربة من باب البقیع».[2]
و كان يزار قبر إسماعيل من قِبَل عُشَّاق أهل البيت: ، و خاصة الإسماعيليين ، و كان مزدهرًا للغاية ، وفقًا لتقرير من العياشي في القرن الحادي عشـر الهجري.
غالباً ما كان حُجَّاج الشيعة الإيرانيون أثناء زيارتهم للمدينة المنورة ، يزورون الضريح أثناء رحلة البقيع ، و قام بعضهم بتسجيل أوصاف لمقامه في سفرهم. مثلاً فرهاد ميرزا ، أحد أشهر رجال و أمراء في عهد ناصر الدين شاه القاجار ، ذهب إلى المدينة المنورة عام 1292هـ ، قدم خلالها تقريراً عن هذه البناية.
و لكن في سلطة الوهابيين في الحجاز عام 1394هـ.، تمّ تدمير قُبّة مرقد إسماعيل ، مثل مزارات البقيع الأخرى ، مع الأسف.
و أثناء بناء شارع البقيع الغربي ، دمِّرت المنطقة المحيطة بقبر إسماعيل ، و بحسب شهود عيان ، تمّ العثور على جثّته آمنة و عطرة بعد قرون ، و تمّ نقلها إلى مقبرة البقيع، و تمّ تحديد موقعها.
کان وفاة إسماعيل ابن الصادق7 (سنة : 133).[3] وظهرت بعد وفاته فرقة الإسماعيلية ، (فهرس التراث، محمدحسين الحسيني الجلالي1: 118)
فدفن إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق7 بعد ذلك بالقرب من شهداء الحرَّة أو10أمتار من قبر حليمة السعدية في نهاية البقیع.
[1]. الشيعة في مصر، صالح الورداني : 171 .
[2]. رحلة ابن جبير، دارالكتاب اللبنانية : 64 .
[3]. محمدحسين المظفر، فهارس رياض السالکين 1 : 633 .