الأهداف الاجتماعيّة للحجّ الإبراهيمي

نوع المستند : مقالة البحثية

المؤلف

المحقق الديني


إنّ الحجّ الذی جعله الله فریضةً من أعظم الفرائض بقوله تعالی: ولله علی الناس حِجُّ البیت من استطاع إلیه سبیلاً آل عمران/٩٧.

وأوجبها فی أیامٍ معدودات معلومات. ترمی فی حقیقتها وواقعها إلی أهدافٍ کبیرة، تتصل فی جانبٍ أساسیٍ منها باْلأُمة المسلمة کیاناً وقیاماً وحضارةً. وإذا کان الجانب العبادی الصِرف فی هذه الفریضة متجلیّاً فی المناسک المعروفة، فإنّ هذه المناسک التی تُؤدی فی الحج تنبیء أیضاً بالجانب الإِجتماعی وبالأهداف العظیمة المتوخاة منها. ونستطیع أن نتبین هذه الأهداف ونحددها فی ضوء ماورد فی شأن الحجّ من الآیات المبارکة والروایات المتضافرة، وما حُفّ به الحجّ، کما فی لسان بعض الروایات، من تأکیدات وصلت إلی الحدّ الذی یقول فیه الإِمام (علیه السلام) : "لو عطل الناسُ الحجَّ لوجب علی الإِمام أن یجبرهم علی الحج. . . "(١) .

ولعل من أهم تلک الأهداف والوظائف التی یمکن أن یؤدیها الحجُّ بالنسبة إلی المسلمین هی:

أولاً: إدخال الأمة المسلمة فی تجربة التوحید والوحدة، أی بصورة فعلیة ولیس من خلال مجرد الدعوة والحثّ علی ذلک.

وفلسفة هذا الأمر؛ أنّ الشرک الخفی یمکن أن یتسرب إلی النفوس (٢) ، وأنّ دواعی الفرقة والاختلاف متوافرة دائماً، ولذا فلا بدّ من زرق الأفراد بالمضاد الحیوی، ولا بدّ من نفیٍ لتلک الدواعی. ومناسک الحج من أقوی عناصر الضد والنفی. فالإِحرام حیث الکلُّ بلباسٍ واحد، والتلبیة حیث الکلُّ بنداءٍ سماوی واحدٍ "لبیک اللهم لبیک لبیک لا شریک لک لبیک، إنّ الحمدَ والنعمةَ لک والملک لا شریک لک. . . " ثم السعی والطواف والأفاضة. کلّ تلک الشعائر والمناسک، تجعل الجمیع فی حالة عبودیة واخلاص، فتلغی بصورة عملیة فوارق اللون والجنس والمذهب والانتماء والمنصب، فلا خصوصیة ولا شأنیة ولا إمتیاز إذ الکلُ علی صعیدٍ واحدٍ عبیدٌ للهِ الواحد.

وقد نبّه الإِمام علی (علیه السلام) إلی هذا المعنی قائلاً: " ألا ترون أنّ الله سبحانه اختبر الأولین من لدن آدم (ع) إلی الآخرین من هذا العالم بأحجارٍ لا تضرُّ ولا تنفع، ولا تُبصر ولاتَسمع، فجعلها بیته الحرام "الذی جعله للناس قیاماً ". إلی أن قال (علیه السلام) : ثم أمَر آدم (ع) وَولدهَ أن یثنوا أعطافهم نحوه فصار ذُللاً یُهلِّلون للهِ حولَه، ویرملون علی أقدامهم شُعثاً غُبراً له قد نبذوا السرابیل وراء ظهورهم. . . " (۴) .

Top of Form

١۴۴وقال (علیه السلام) فی خطبة أخری: "وفرضَ علیکم حجّ بیته الحرام الذی جعله قبلةً للأنام. . . وجعله سبحانه علامةً لتواضعهم لعظمته، واذعانهم لعزته. . . " (۵) .

وفی مقطعٍ من خطبةِ الزهراء (علیها السلام) قالت: "وجعلَ الحجّ تشییداً للدین. . . " (۶) .

وقال العلامة الطباطبائی فی بیانه المنافع الدنیویة والاخرویة للحج: "وعمل الحجّ بماله من المناسک یتضمن أنواع العبادات من التوجه إلی الله وترک لذائذ الحیاة وشواغل العیش والسعی إلیه بتحمل المشاق والطواف حول بیته والصلاة والتضحیة والإِنفاق والصیام وغیر ذلک. . ثم قال: إن عمل الحجّ بماله من الأرکان والأجزاء یمثل دورة کاملة مما جری علی إبراهیم (علیه السلام) فی مسیرة فی مراحل التوحید ونفی الشریک وإخلاص العبودیة لله سبحانه" (٧) .

ولعل من المناسب أن نذکر أیضاً ما استظهره الشیخ جوادی آملی من أسرار الحج قائلاً: "إنّ العبادة، أیة عبادة کانت یُعتبر فیها الخلوص، قال تعالی: " ألا لله الدین الخالص"، إلا أنّ تجلی ذلک الخلوص فی بعضها أظهر، وطرد الشرک فی بعضها أقوی وأجلی، ومن ذلک الحجّ حیث إنّ التوحید قد تمثّل به، وصارَ هو بأسره من البدوِ إلی الختمِ مثالاً للتوحید وطرداً للشرک. . " (٨) .

ثم لا ریب بعد ذلک أن تکون کلمة التوحید، والإِخلاص للحق تعالی یقودهم إلی وحدة الکلمة، ووحدة الموقف، ووحدة الهدف.

ثانیاً: التقریب بین المسلمین والتآلف بینهم:

إنّ الشریعة الاسلامیة شریعة واقعیة، بمعنی انها وإن کانت تهدف إلی غایات سامیة ومرامی بعیدة، وتضع الوسائل العملیة لبلوغها، إلا أنها فی عین الوقت تنظر إلی الواقع الحیاتی بما هو علیه من تعقید وبما ینطوی علیه من إشکالات، وبما یموج به من حقائق. ولذلک ونظراً لطبیعة الظروف الموضوعیة التی تمرُّ بها الامة. فإنّ هدف الوحدة وإن کان مطلوباً فعلاً، إلا أنه تکتنف تحقیقه صعوبات جدیة، وإذا کان موسم الحج (الأیام المعلومة والمعدودة) یمکن أن تخلق شعوراً عالیاً بالوحدة والتوحّد إلا أنّ الناس عندما یتحللون من الاحرام، ویعودون إلی أوطانهم تبدأ العوامل الموضوعیة تفعل فعلها ومن هنا کان الحجّ ناظراً إلی تحقیق هدف أقرب واقعیة، وأیسر منالاً، ثم هو لا یقلُّ أهمیةً وخطراً عن هدف الوحدة، وذلک هو هدف (التقریب بین المسلمین) من خلال تحقیق فهم مشترک، وتفهم واطلاع کلّ فریق بما علیه الفریق الآخر من أداءً لنفس المناسک وقیامٍ بنفس الأعمال، وانکشافٍ لما یدین به الجمیع من توحید الربّ تعالی، ونفی الشرک عنه، والشهادة للنبی الأکرم محمد بن عبدالله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) بالنبوة والرسالة وتعظیمه وتبجیله، وحینئذٍ سیری کلّ فریقٍ الفریق الآخر علی حقیقته، وسیجد الجمیع أنفسهم أنهم یؤدون مناسک واحدة، ویقومون بتلبیةٍ واحدة، ویتوجهون إلی قبلةٍ واحدةٍ ویفیضون إفاضةً واحدة. وسیجد المسلمون

Top of Form

١۴۵أنفسهم أیضاً فی صلواتهم وقیامهم وسعیهم وطوافهم أنهم ینطقون بالشهادتین ویهتفون بنداء واحدٍ. وسیکتشف الجمیع أنهم أبناء ملة واحدةٍ، وأنهم أمة من دون الناس. وأنّ دماءهم علیهم حرام وأموالهم علیهم حرام وأعراضهم علیهم حرام، کحرمة یومهم وکعبتهم (٩) " کل المسلم علی المسلم حرام دمه وماله وعرضه " (١٠) کما صرّح بذلک أمین الله علی وحیه خاتم المرسلین نبینا محمد (صلّی الله علیه وآله وسلّم) .

وعند ذاک سینکشف أمامهم زیفُ دعاوی الخصوم ودعاة التفرقة، والمروجین للأراجیف التی یطلقها الأعداء ضدَ مذاهبهم ومدارسهم الکلامیة أو الفقهیة.

ولیس هناک أعظم من الحج مؤتمراً تُعلن فیه الحقائق، وتتبین فیه العقائد، وتتضح فیه أسباب التآلف والتقارب.

وقد أشارَ العلامة الطباطبائی إلی هذا المعنی قائلاً: "فإذا اجتمعت أقوامُ وأممٌ من مختلف مناطق الأرض وأصقاعها، علی مالهم من اختلاف الأنساب والألوان والسنن والآداب، ثم تعارفوا بینهم وکلمتهم واحدة هی کلمة الحق، وإلههم واحد وهو الله عزّ اسمهُ، ووجهتهم واحدة هی الکعبة - البیت الحرام - حملهم اتحاد الأرواح علی تقارب الأشباح، ووحدة القول علی تشابه الفعل. . . " (١١) .

ثالثاً: التبادل التجاری والتعاون الاقتصادی:

لا ریب أنّ التبادل فی التجارات مدعاة لنمو الثروات وزیادة الدخل ورفاه المجتمع، وأنّ تبادل الخبرات والتعاون الاقتصادی له أثره الکبیر علی تقویة الأواصر، والإِسهام فی سدّ احتیاجات الأمة المعاشیة، وربما یقود استمرار التبادل التجاری والعاون الاقتصادی إلی تحقیق التکامل الاقتصادی فی الأمة والاکتفاء الذاتی، وبذلک یتحقق ما یهدف إلیه الشرع الشریف من أن تکون الأمة المسلمة (أمة من دون الناس) ، یسود بینها التعاضد والتعاون، وتنفتح علی الأمم وفق عهود والتزامات متقابلة.

ولقد وردت فی کتب التفسیر وفی الروایات ما ینبیء بکون الحجّ یؤدی مثل هذه الوظیفة المهمة، ویحقق تلک الأهداف الکبرة.

فقد ذکر الزمخشری فی الکشاف لمناسبة تفسیر قوله تعالی: وأذّن فی الناس بالحجّ یأتوک رِجالاً وعلی کلّ ضامرٍ یأتین من کل فجٍ‌ّ عمیق لیشهدوا منافع لهم ویذکروا اسمَ الله فی أیامٍ معلومات. . " الحج ٢٧ - ٢٨.

قال: نکّر المنافع - أی فی الآیة - لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة، دینیة ودنیویة لا توجد فی غیرها من العبادات. . . " (١٢) . وإلیه ذهب أبو السعود (١٣) . ونقل ابن کثیر روایةً عن ابن عباس فسرّ فیها منافع الدنیا بما یصیبون من التجارات (١۴) ونقل الطبرسی (١۵) عن ابن عباس وسعید بن جبیر أنّ المنافع فی الآیة التجارات. وأورد هذا المعنی الرازی فی تفسیره قال فی المسألة الأولی: " أنه تعالی لما أمرَ بالحج فی قوله: وأذّن فی الناس بالحج ذکر. حکمة ذلک الأمر فی قوله تعالی: لیشهدوا منافع لهم قال: واختلفوا فیها فبعضهم حملها علی منافع الدنیا، وهی أن یتّجروا فی أیام الحج. . . " (١۶) .

Top of Form

١۴۶وأوضحُ منهم ما صرّح به العلامة الطباطبائی فی المیزان قائلاً: "وقد اطلقت المنافع ولم تتقید بالدنیویة أو الاخرویة، والمنافع نوعان: منافع دنیویة، وهی التی تتقدم بها حیاة الأنسان الاجتماعیة ویصفو بها العیش، وترفع بها الحوائج المتنوعة وتکمل بها النواقص المختلفة من أنواع التجارة والسیاسة والولایة والتدبیر وأقسام الرسوم والآداب والسنن والعادات ومختلف التعاونات والتعاضدات الاجتماعیة وغیرها " (١٧) .

وقد جاءت بعض الروایات عن أئمة اهل البیت (علیهم السلام) ولسانها یصرّح بذلک. فعن هشام بن الحکم قال: "سألت أبا عبدالله (علیه السلام) فقلت له: ما العلة التی من أجلها کلّف الله العباد الحجّ والطواف بالبیت؟ فقال: إنّ الله خلق الخلقَ. . . إلی أن قال: وأمرهم بما یکون من أمر الطاعة فی الدین ومصلحتهم من أمر دنیاهم، فجعل فیه الاجتماع من الشرق والغرب لیتعارفوا ولینزع کل قومٍ من التجارات من بلدٍ إلی بلدٍ. . . " (١٨) .

ونقل فی الوسائل عن العلل وعیون الأخبار بأسانید عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (علیه السلام) ، فی حدیث طویل قال: "إنما اُمروا بالحج لعلة الوفادة إلی الله عزّوجل وطلب الزیادة والخروج من کل ما اقترب العبد تائباً مما مضی، مستأنفاً لما یستقبل مع ما فیه من إخراج الأموال وتعب الأبدان والاشتغال عن الأهل والولد، وحظر النفس عن اللذات، شاخصاً فی الحر والبرد، ثابتاً علی ذلک دائماً، مع الخضوع والاستکانة والتذلل. ثم قال (علیه السلام) : مع ما فی ذلک لجمیع الخلق من المنافع لجمیع من فی شرق الأرض وغربها، ومن فی البرّ والبحر، ممن یحجّ، من بین تاجرٍ وجالبٍ وبائعٍ ومشترٍ. . . " (١٩) .

رابعاً: جعل حرکة الفرد المسلم لا تنفصل عن الأمة:

إنّ الفرد المسلم فی الحج یشعر شعوراً قویّاً، ویدرک إدراکاً واضحاً أنه (فردٌ فی أمة) ، علیه أن یتصرف ویتخذ المواقف انطلاقاً من هذه الصفة.

وإذا کان الاسلام قد ربّی الفرد المسلم علی مثل هذا الشعور کما هو الأمر فی صلاة الجماعة، أو فی الجمعة أو فی العیدین، وغیرها من العبادات ذات الصفة الجماعیة، فلأنه ربما لا بتأتی له مثل هذا الأمر بلحاظ أنّ بعض هذه العبادات لیست إلزامیة، وبالتالی فهو یستطیع التحلل منها. ولکنّ الأمر فی الحج مختلف تماماً فهو یجب أن یؤدی المناسک ضمن (الأمة) کفردٍ فیها یتحرک بحرکتها، ویقف المواقف معها، ویشهد المشاعر معها، یطوف بطوافها، ویسعی معها، ویفیض معها وینحر معها، ویفعل کل أفعال الحج مع الأمة مجتمعةً.

وبذلک سیدرک الفرد المسلم أنه لا کیانَ له إلا بکیان الأمة ولا هویة لا إلا هویة الأمة المسلمة، وأنّ المسلمین ذمتهم واحدة یسعی بها أدناهم.

Top of Form

١۴٧ومن هنا أیضاً یتحرک المسلمون - بعد وعی تلک الحقیقة - لیعلنوا الموقف الموحد إزاء الشرک والکفر (٢٠) وهذا ما کان یهدف إلیه الحج الأکبر کما نطقت به الآیة المبارکة: وأذانٌ من الله ورسوله إلی الناس یوم الحجّ الأکبر أنّ اللهَ بریءٌ من المشرکین ورسولُهُ. . . . التوبة/3.

وفی روایةٍ عن الامام (علیه السلام) قال: "علیکم بحج البیت فأدمنوه، فإنّ فی إدمانکم الحج دفع مکاره الدنیا عنکم وأهوال یوم القیامة" (٢١) .

ولعل من المناسب أخیراً أن نذکَر فذلکةً فی المقام تقوی ما استظهرناه وبیّناه من أهداف الحجّ ووظائفه، بعد أن استندنا فی ذلک إلی ظاهر الآیات والروایات وما ذهب إلیه العلماء والمفسرون العظام، فنقول:

١- لقد فرض - الله تعالی - الحج فی أیامٍ معدودات معلومات، وفیها یلزم أن یکون جمیع الحجیج حاضری المسجد الحرام، بدءاً من عرفة بلحاظ أن (الحج عرفة) کما ورد، إلی أیام التشریق وهی یوم الأضحی، عاشر ذی الحجة وثلاثة أیام بعده کما ورد عن أهل البیت (علیهم السلام) (٢٢) وهذا ینبئ بأنّ هذه الفریضة المبارکة تؤدی مناسکها بحضور الجمیع. ولو کانت هذه الفریضة لیس فیها غایات اجتماعیة عظیمة لترک تأدیتها إلی کلّ فردٍ فی أی وقتٍ یشاء. ولکن لما کان الأمرُ فی (الأیام المعلومة) (٢٣) فلذلک لیکون الحضور عاماً، ویشهدوا المنافع المطلوبة.

٢- أنّ المناسک جمیعاً یجب أن تؤدی بطریقةٍ واحدةٍ، وبأسلوب واحدٍ وبأوقات واحدة، وهی کلها تصبُّ فی هدف صهر الفرد واخضاعه لحرکة الأجتماع البشری المتوجه إلی الله تعالی، طوافاً وسعیّاً، وهتافاً (التبیة) ، وحرکةً ومواقف فی المشاعر الحرام وهی بهذه المثابة والصورة تتحقق بها المرامی والغایات المقصودة.

عن محمد بن یعقوب عن علی بن إبراهیم عن أبیه عن ابن أبی عمیر عن عمر بن اُذینة قال: کتبت إلی أبی عبدالله (علیه السلام) بمسائل بعضها مع ابن بکیر وبعضها مع أبی العباس فجاء الجواب بإملائه: سألت عن قول الله عزّوجلّ: ولله علی الناس حجُّ البیت من استطاع إلیه سبیلاً. . . آل عمران/٩٧. یعنی: به الحجّ والعمرة جمیعاً لأنهما مفروضان. . ، وسألته عن قول الله عزّوجلّ: وأتموا الحجَّ والعمرة لله البقرة/196، قال یعنی بتمامهما أداءهما، ، وإتقاء ما یتقی المحرم فیهما، وسألته عن قوله تعالی: الحجّ الأکبر التوبة/٣ ما یعنی بالحج الأکبر؟ قال: الحج الأکبر الوقوف بعرفة ورمی الجمار، والحج الأصغر العُمرة (٢۴) .

وجاء فی الوسائل باب أنه یجب الحج علی الناس فی کل عام وجوباً کفائیاً: أورد محمد ین یعقوب أیضاً روایة ینتهی سندها إلی الامام موسی بن جعفر (علیه السلام) أنه قال: "إن الله عزّوجلّ فرضَ الحج علی أهل الجدة فی کل عام. . . "(٢۵) .

Top of Form

١۴٨وقد وردت عدّة روایات فی الوسائل، تحت باب عدم جواز تعطیل الکعبة عن الحج وفی وجوب إجبار الناس علیه (٢۶) ومن ذلک یظهر أن الحجّ فریضة مستمرة دائمة تهدف إلی تلک الأهداف العظیمة وتحقیق المنافع الدنیویة والأخرویة جمیعاً.

اللهم ارزقنا حجّ بیتک الحرام فی عامنا هذا وفی کلّ عام.

والحمد لله ربّ العالمین

المصادر والهوامش:

(١) الوسائل٢۴:١١ الفقیه المحدّث الشیخ محمد بن الحسن الحرّ العاملی ت١١٠۴ ه‍- تحقیق مؤسسة آل البیت علیهم السلام / قم المشرفة / ١۴١١ه‍-.

(٢) إشارة إلی قوله تعالی: وما یؤمن أکثرهم بالله إلاّ وهم مشرکون. . یوسف: ١٠۶ وراجع التنبیه علی هذا المعنی، خمس رسائل / الشیخ عبدالله جوادی آملی / وجیزة فی أسرار الحج: ١٢٩.

(٣) راجع فی التلبیة بهذه الصیغة؛ الوسائل٣٨٢:١٢ / الباب ۴٠.

وراجع التجرید الصریح، مختصر صحیح البخاری / الزبیدی١٨٠:١، الحدیث رقم ٧٨۵.

(۴) نهج البلاغة / ضبط الدکتور صبحی الصالح: ٢٩٣، الخطبة رقم ١٩٢.

(۵) نفس المصدر: ۴۵ الخطبة (١) .

(۶) راجع کتاب بلاغات النساء لأحمد بن طیفور: ٢٨ نشر انتشارات الشریف الرضی / قم.

(٧) المیزان / العلامة الطباطبائی ٣٧٠:١۴، منشورات حوزة علمیة / قم.

(٨) وجیزة فی أسرار الحج، ضمن خمس رسائل: ١۵۶ - ١۵٧، منشورات حوزة علمیة / قم.

(٩) إشارة إلی ما ورد عن النبی (صلّی الله علیه وآله وسلّم) فی حجة الوداع الشهیرة، راجع نیل الأوطار / الشوکانی٣۵۵:۵، وعقب علی قوله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : " ألا إنّ دماءکم وأموالکم علیکم حرام کحرمة یومکم هذا فی شهرکم هذا فی بلدکم هذا " قال: مجمع علیه. وراجع مستدرک الوسائل / النوری١۴٩:٣.

(١٠) سنن البیهقی٩٢:۶، ووفی مجمع الزوائد / الهیثمی١٧٢:۴.

(١١) المیزان ٣۶٩:١۴.

(١٢) الکشاف / جار الله الزمخشری١۵٢:٣ - ١۵٣، طبعة دار الکتاب العربی.

(١٣) تفسیر أبی السعود ١٠۴:۶، نشر دار أحیاء التراث العربی.

(١۴) تفسیر ابن کثیر٢١۶:٣ / نشر المکتبة التجاریة بمصر.

Top of Form

١۴٩(١۵) مجمع البیان / الطبرسی ٨١:١۴ نشر المکتبة العلمیة - طهران.

(١۶) مفاتیح الغیب / الفخر الرازی ٢۶:١٢، طبعة دار الکتب العلمیة / بیروت ١۴١١ه‍-.

(١٧) المیزان / السابق.

(١٨) الوسائل ١۴:١١، کتاب الحج [١٨ [١۴ ١٢۴.

(١٩) الوسائل ١٢:١١ - ١٣، الحدیث رقم [١۵ [١۴١٢١.

(٢٠) وجیزة فی أسرار الحج / الشیخ جوادی آملی ١٧٣ - ١٧۴، ضمن خمس رسائل.

(٢١) میزان الحکمة / الری شهری / نقله عن البحار ١۶٧:٧۴.

(٢٢) المیزان / الطباطبائی ٣٧١:١۴.

(٢٣) اختلف المفسرون فی الأیام المعلومة علی أقوال، ولکنها لا تخرج عمّا ذکره صاحب المیزان فی الراجح منها، راجع: التفسیر الکبیر / الرازی ٢۶:١٢ طبعة دار الکتب العلمیة، بیروت. وراجع تفسیر ابن کثیر ٢١۶:٣. وراجع الکشاف / الزمخشری ١۵٢:٣ - ١۵٣.

(٢۴) وسائل الشیعة ٧:١١ - ٨.

(٢۵) نفس المصدر ١۶:١١.

(٢۶) نفس المصدر ٢٠:١١.